علماء يرصدون كوكباً نادراً ينمو بسرعة مذهلة ويبتلع 6 مليارات طن من المادة في الثانية

أعلن فريق من علماء الفلك عن رصد ظاهرة كونية استثنائية تتمثل في اكتشاف كوكب بعيد ينمو بمعدل لم يسبق تسجيله من قبل، حيث يبتلع ما يقرب من ستة مليارات طن من الغبار والغاز كل ثانية، في مشهد أثار دهشة المجتمع العلمي العالمي.
الكوكب الجديد، الذي أطلق عليه اسم Cha 1107-7626، يقع على بعد نحو 620 سنة ضوئية من الأرض، ويُصنف ضمن ما يُعرف بالكواكب “المارقة”، أي التي لا تدور حول نجم مثل كوكب الأرض حول الشمس، وإنما تسبح منفردة في الفضاء وتنجذب إليها تيارات من المادة تعمل على تغذيتها باستمرار.
وبحسب ما نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، فإن هذا الكوكب يشهد أسرع معدل نمو تمت ملاحظته على الإطلاق في أي جرم سماوي، إذ سجّل طفرة تراكمية غير مسبوقة خلال بضعة أشهر، ويُقدّر العلماء أن حجمه تضاعف ليصل حالياً إلى ما بين خمسة وعشرة أضعاف حجم كوكب المشتري، رغم أنه لا يزال في مراحله الأولى من التكوين.
استخدم الباحثون التلسكوب العملاق التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي لرصد هذه الظاهرة النادرة، حيث لاحظوا أن معدل التراكم ارتفع بشكل هائل بنحو ثمانية أضعاف خلال أسابيع قليلة فقط، ليبلغ ذروته في شهر أغسطس الماضي، ثم استمر على هذا المعدل المرتفع لعدة أشهر متتالية.
هذه الظاهرة تفتح الباب أمام تساؤلات جديدة حول كيفية تشكل الكواكب، خصوصاً تلك التي تنشأ بعيداً عن النجوم، فالمعروف أن معظم الكواكب تتشكل في أقراص غازية وغبارية تحيط بالنجوم، لكن حالة Cha 1107-7626 تمثل نموذجاً مختلفاً، إذ ينمو بمفرده في أعماق الفضاء.
ويرى علماء الفلك أن هذا الاكتشاف قد يساعد على إعادة صياغة بعض النظريات المتعلقة بولادة الكواكب، كما أنه قد يقدم دلائل جديدة على طبيعة “الكواكب المارقة” التي ما زالت تمثل لغزاً كبيراً في علم الكونيات.
ويؤكد الخبراء أن استمرار متابعة هذا الكوكب خلال السنوات المقبلة سيكون بالغ الأهمية، إذ قد يُظهر مزيداً من المفاجآت حول سرعته في النمو وآلية تراكم المادة من حوله، وهو ما قد يغير من فهمنا لتطور الأجرام السماوية العملاقة، كما أشار بعض العلماء إلى أن Cha 1107-7626 قد يمثل مرحلة انتقالية بين الكوكب والنجوم الصغيرة، ما يجعله حالة فريدة تستحق الدراسة الدقيقة.






